تألق الرياضيون المغاربة في وضعية إعاقة خلال هذه السنة، ونجحوا بامتياز في انتزاع احترام وتقدير المتتبعين بعد تحقيق نتائج مميزة في مختلف التظاهرات الرياضية الدولية والقارية، بل تمكن البعض منهم من تحطيم أرقام قياسية عالمية.
وكان وراء هذه الإنجازات أبطال تسلحوا بالإرادة القوية والإصرار على إثبات الذات وإيجاد موطئ قدم لهم على خارطة الرياضة المغربية.
وهكذا نجح الرياضيون المغاربة الذين شاركوا في الملتقى الدولي السادس مولاي الحسن لألعاب القوى للأشخاص في وضعية إعاقة في شتنبر بمراكش ، في تحطيم رقمين قياسيين عالميين.
وحطم البطل أيوب سادني الرقم القياسي العالمي لمسافة 400 متر- تي 47 (ذكور)، بعدما قطع مسافة السباق في زمن قدره (46 ث 93 ج.م)، في حين حطم مواطنه زكرياء الدرهم الرقم القياسي العالمي في دفع الجلة – إف 33 برمية بلغت 38ر12 مترا.
كما نجح العديد من الرياضيين المغاربة، بالمناسبة ذاتها، في تحقيق الحد الأدنى المؤهل إلى بطولة العالم (الألعاب البارالمبية)- باريس 2023. واحتل المغرب في هذا الملتقى الدولي المرتبة الثالثة برصيد 48 ميدالية (10 ذهبية و16 فضية و22 برونزية) على التوالي خلف البرازيل وإيران .
وكان البطل البارالمبي زكرياء الدرهم انتزع في يونيو الميدالية الذهبية مع تحطيم الرقم القياسي الإفريقي في مسابقة دفع الجلة في فئته ، ضمن الجائزة الكبرى لباريس بفرنسا. وكرست البطلة هند فريوة تألقها على حلبات التنافس دوليا وقاريا بنيلها ذهبية مسابقة رمي الصولجان وتحطيم الرقم القياسي العالمي (21.31م ) في المنافسات ذاتها.
ولم يخلف البطل البارالمبي عز الدين نويري الوعد في باريس أيضا بانتزاعه الميدالية الفضية لمسابقة دفع الجلة (10.81م)، إلى جانب يسرى كريم التي أحرزت فضية رمي القرص (37.03م).
وانضاف هذا الإنجاز إلى ذلك الذي حققته فريوة خلال الجائزة الكبرى ملتقى تونس الدولي لرياضة ألعاب القوى للأشخاص في وضعية إعاقة برادس، بعدما نجحت في تحقيق رقم قياسي عالمي جديد لمسابقة رمي الصولجان.
وسجلت فريوة الرقم العالمي لفئة (فاء 31) بعد تسجيلها رمية مقدارها 20.49 م (الرقم القياسي العالمي السابق: 20.45 م). وعلى المنوال ذاته نسجت فوزية القسيوي بنيلها الميدالية الذهبية لمسابقة رمي الرمح بتحقيقها 14.28م ومثلها في مسابقة دفع الجلة (7.41م) في الجائزة الكبرى ذاتها بتونس.
وفي رياضة البوتشي، أنهى المنتخب المغربي منافسات البطولة الإفريقية الأولى للعبة، التي أقيمت بمدينة جوهانسبورغ الجنوب إفريقية في المركز الثاني خلف البلد المضيف بعد حصوله على أربع ميداليات (2 ذهبية و1 برونزية و1 فضية).
وعادت الميداليتان الذهبيتان لكل من محمد بويحلابن ونادية إهري وضمنا بالتالي تأهلهما إلى بطولة العالم. ونال الميدالية الفضية اللاعب عماد وجيه، فيما انتزع نبيل مرزوق الميدالية البرونزية. ورياضة البوتشي موجهة للرياضيين ذوي الإعاقات الحادة، وهي شبيهة برياضة الكرة الحديدية وتلعب جلوسا بكرات مصنوعة من الحديد أو البلاستيك.
وكان من بين الانجازات التي حققتها رياضة الأشخاص في وضعية إعاقة بلوغ المنتخب المغربي دور ربع نهاية كأس العالم لكرة القدم لمبتوري الأطراف في أول مشاركة له، بعد انهزامه أمام منتخب البلد المضيف تركيا ب (1-4)، بملعب (تي.إف-إف ريفا) بإسطنبول.
وحصل المنتخب المغربي على المركز الخامس عالميا والأول عربيا والثاني إفريقيا بعد فوزه على المنتخب البرازيلي بهدفين للاشىء في لقاء الترتيب. وبدورها اعتلت رياضة السباحة منصة التتويج في مناسبتين في البطولة المفتوحة للسباحة البارالمبية في نونبر بالقاهرة عقب نيل محمد رضا دكوان الميدالية الفضية لسباق 100م سباحة على الظهر والميدالية الفضية لسباق 200م سباحة متنوعة.
وفي رياضة رفعات القوة توج المغرب بميداليتين في بطولة إفريقيا للعبة بالقاهرة أيضا ، واحدة فضية ونالتها حليمة لمخنتر، وأخرى برونزية وآلت لياسين الأنكوري.
وكعادتهم في جميع الملتقيات الدولية التي يشارك فيها أبطال الأولمبياد الخاص المغربي، تألق الرياضيون المغاربة خلال العديد من الاستحقاقات الدولية ومنها على الخصوص مشاركة المنتخب المغربي لكرة القدم الموحدة ذكورا في نهائيات كأس العالم للأولمبياد الخاص للعبة، التي جرت في يوليوز بمدينة ديترويت بولاية ميتشغان بالولايات المتحدة الأمريكية.
كما تألق فريق الأولمبياد الخاص المغربي لكرة الماء في منافسات الدورة الرابعة للدوري الدولي للعبة، الذي نظمته سفارة هنغاريا بالرباط.
وتدخل المشاركة في هذه التظاهرة الرياضية ،التي احتضنها مسبح النادي الرياضي لسككيي المغرب بالرباط، في إطار البرنامج السنوي المسطر لمشاركة أبطال الأولمبياد في مختلف الاستحقاقات الوطنية والدولية خلال السنة الجارية، وخاصة في ما يتعلق بمجال التواصل والاندماج المجتمعي الذي يسعى لتحقيقه الأولمبياد عبر الرياضة.