أعلن الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع من العاصمة الفرنسية باريس، يوم الأربعاء، أن بلاده دخلت في مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل بوساطة أطراف إقليمية، بهدف تهدئة التوتر المتصاعد في المنطقة.
جاء تصريح الشرع خلال مؤتمر صحافي جمعه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه، في أول زيارة رسمية له إلى دولة أوروبية منذ تسلمه منصبه في يناير الماضي.
وقال الشرع إن سوريا تحاول تجنب تفاقم التصعيد مع إسرائيل، مؤكداً أن “مفاوضات غير مباشرة تجري عبر وسطاء لامتصاص التوتر ومنع الانزلاق نحو مواجهة مفتوحة”. وأضاف أن بلاده تسعى للتواصل مع الدول ذات الصلة للضغط على إسرائيل من أجل وقف تدخلاتها في الأراضي السورية.
وبحسب مصادر مطلعة نقلت عنها وكالة رويترز، فإن الإمارات لعبت دوراً محورياً في فتح قناة تواصل سرية بين الجانبين، شارك فيها مسؤولون أمنيون من أبوظبي ودمشق، إضافة إلى شخصيات أمنية إسرائيلية سابقة.
وشدد الشرع على أن إسرائيل نفذت أكثر من 20 ضربة جوية على الأراضي السورية خلال الأسبوع الماضي، معتبراً أن هذه العمليات تتم بذريعة حماية الأقليات، واصفاً إياها بـ”العشوائية” وبأنها “تخرق اتفاق فصل القوات لعام 1974”.
من جانبه، ندد الرئيس الفرنسي بالضربات الإسرائيلية، مشيراً إلى أنها لن تضمن أمن إسرائيل على المدى الطويل، وقال إن “انتهاك سيادة الدول المجاورة لا يحقق الاستقرار”.
وتشهد الساحة السورية تصعيداً عسكرياً منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، حيث كثفت إسرائيل عملياتها العسكرية في الأراضي السورية، معتبرة أن التحول السياسي في دمشق قد يؤدي إلى وصول الأسلحة إلى جهات تعتبرها تل أبيب “معادية”.
كما توغلت القوات الإسرائيلية في المنطقة العازلة بالجولان، ووصلت في بعض الأحيان إلى مناطق داخل الجنوب السوري.
وترافق ذلك مع تحذيرات إسرائيلية متكررة بشأن الوضع في المناطق ذات الأغلبية الدرزية، بعد اندلاع مواجهات طائفية أسفرت عن مقتل أكثر من 120 شخصاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ورداً على هذه التطورات، نفذت إسرائيل غارة جوية في محيط القصر الرئاسي بدمشق، أعقبها تصريح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس قالا فيه إن “الرسالة واضحة: لن نسمح بتهديد الطائفة الدرزية أو نشر قوات جنوب دمشق”.
وفي ختام المؤتمر الصحافي، دعا ماكرون إلى رفع العقوبات عن سوريا وتسريع الجهود الدولية لدعم الاستقرار، مطالباً الولايات المتحدة بعدم سحب قواتها في الوقت الراهن، مع التأكيد على استمرار العمليات ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وأشار إلى أنه سيعمل داخل الاتحاد الأوروبي على عدم تجديد العقوبات المفروضة على سوريا في يونيو المقبل.