في ظل مرور أربع سنوات على إغلاق معبر باب سبتة، تعيش مدينة الفنيدق حالة من اليأس المتزايد، حيث يلجأ الكثير من سكانها إلى عرض ممتلكاتهم، سواء منازل أو محلات تجارية، للبيع كوسيلة لمواجهة الأزمات الاقتصادية المستفحلة. في مشهد بات مألوفًا، تظهر لافتات “للبيع” في مختلف أحياء المدينة، حيث تُعرض أملاك كانت تُعتبر مأوى لعائلات على مر الأجيال.
هذا التحول في حياة السكان ليس مجرد استجابة لضائقة مالية عابرة، بل هو نتيجة أزمة طويلة الأمد أثرت بشكل كبير على معيشة الناس. يقول أحد السكان: “لم يعد لدينا خيار سوى البحث عن فرص جديدة في تطوان أو طنجة، حيث نأمل في العثور على عمل أو حياة أفضل.”
لقد تسبب الإغلاق المفاجئ للمعبر في عام 2020 في شلل اقتصادي، مما أدى إلى فقدان مصادر الدخل للعديد من العائلات التي كانت تعتمد على “التهريب المعيشي” أو تقديم الخدمات للسياح. ومع مرور الوقت، استنفدت العديد من العائلات مدخراتها، مما دفعها إلى البحث عن بدائل قاسية مثل بيع الممتلكات كملاذ أخير.
ومع ذلك، فإن عملية البيع ليست سهلة، حيث يعاني السوق العقاري في الفنيدق من ركود حاد. ورغم ازدياد عدد العقارات المعروضة للبيع، إلا أن الطلب يبقى ضعيفًا. يؤكد وكيل عقاري أن “الكثير من البائعين مضطرون لخفض الأسعار بشكل كبير، وحتى مع ذلك، لا يجدون مشترين بسهولة.”
وفي ظل محاولات حكومية لترتيب بدائل اقتصادية، مثل إنشاء منطقة أنشطة اقتصادية في الفنيدق، لا تزال الجهود المبذولة تحقق نتائج محدودة. المبادرات التي تهدف لجذب المستثمرين لم تكن كافية لتعويض الخسائر التي تكبدها السكان بعد إغلاق المعبر.
يشعر الكثير من سكان الفنيدق بالإحباط بسبب عدم تمكنهم من إيجاد فرص عمل بديلة، مما يدفعهم للبحث عن مستقبل أفضل خارج مدينتهم. ويعكس الوضع العقاري في المدينة الأزمة الاقتصادية، مع انخفاض الطلب وزيادة العرض وانخفاض الأسعار المستمر. السكان لا يبيعون ممتلكاتهم فحسب، بل يتخلون أيضًا عن جزء من تاريخهم وجذورهم في مدينة لم تعد توفر لهم سبل العيش الكريم.