لم يكن المغرب يوما في خصومة مع شعب الجزائر، ولن يكون. فدماء الشهداء التي سالت من اجل التحرر، لا يمكن ان تفرقها ابواق نظام مهزوز.
وحين نكتب بحدة، وحين نسمي الاشياء بمسمياتها، فاننا لا نخوض حربا ضد ذاكرة مشتركة، بل ننتصر لها.
ننتقد النظام، لا الشعب. نواجه ماكينة الزيف، لا وجوه الابرياء. ونفكك وهم الدولة العدوة، لا نلعن الجار الكريم. وما بين من يمارس التحريض، ومن يحرض، فرق لا تجهله أعين الوعي، حتى وان تاهت عنه بعض الحناجر المترددة.
قال الملك محمد السادس، في خطاب عيد العرش يوم 31 يوليوز 2021: “ان ما يمس امن الجزائر واستقرارها، يمس امن المغرب واستقراره، والعكس صحيح. فما يقال عن العلاقات المغربية الجزائرية، غير معقول ويحز في النفس. ونحن لا نريد ان نعاتب احدا، ولا ان نعطي الدروس لاحد. وانما نحن اخوة فرق بيننا جسم دخيل، لا مكان له بيننا.”
وفي الخطاب نفسه، قال ايضا: “اؤكد هنا لاشقائنا في الجزائر، بان الشر والمشاكل لن تاتيكم ابدا من المغرب. كما لن يصيبكم منه اي خطر او تهديد، لان ما يمسكم يمسنا، وما يصيبكم يضرنا.”
هذه ليست مجاملات. هذه رسائل رجل دولة يعرف ما يقول، ويعرف لمن يوجه خطابه.
لذلك، حين نصف النظام الجزائري بالغباء، فنحن نضع الإصبع على جرح سياسي، لا على قلب شعب. وحين نصف تحركاته بالعدائية، فنحن نواجه واقعا رسميا، لا مشاعر شعوب.
والذين يتحسسون من حدة لغتنا، هم أنفسهم الذين صمتوا طويلا أمام تلال الحقد التي يبنيها اعلام الجارة الشرقية ضد المغرب. هم الذين يريدون منا ان نتعامل مع الخناجر بابتسامة، وان نصفق للمؤامرة باسم الوحدة المغاربية.
نكتب، ونحن نحمل في وعينا صورة الشهيد المغربي الذي مات من اجل استقلال الجزائر. نكتب، لاننا نؤمن ان الاخوة لا يلغيها العناد الرسمي، ولا تنهيها البيانات العسكرية.
نحترم الشعب الجزائري… وسنظل نحترمه، ولو تقيأ اعلام النظام كل انواع الكراهية، ولو صورونا كاعداء. فالعدو لا يكون من لحمك، ولا من تاريخك، ولا من لغتك.
نواجههم لاننا نحترم الحقيقة. وننتقدهم لاننا لا نخون ذكاءنا. ونفرق… لاننا نعرف من نكون.