وطن 24
حل المغرب في المرتبة الثانية عشرة عالميا ضمن مؤشر السفر العالمي للمسلمين لعام 2025، في تقدم جديد يعكس جاذبيته المتزايدة كوجهة للسياحة ذات الخصوصية الثقافية والدينية.
وصدر التصنيف عن شركتي “ماستركارد” و”كريسنتراتينغ”، وهما جهتان دوليتان متخصصتان في تتبع تطور الوجهات الأكثر ملاءمة للمسافرين المنتمين للثقافة الإسلامية، استنادا إلى مؤشرات تشمل الأكل الحلال، مرافق الصلاة، أمان الوجهة، مرونة البنية السياحية، وتجاوب الفاعلين المحليين مع خصوصيات هذه الفئة من الزوار.
وبلغ رصيد المغرب 70 نقطة، محققا بذلك زيادة قدرها ست نقاط مقارنة بسنة 2024، وهو ما مكنه من تعزيز موقعه داخل قائمة أفضل 20 وجهة عالميا، إلى جانب دول مثل تركيا، السعودية، إندونيسيا، وقطر.
وقد سجل أداء لافتا في بُعد الخدمات الملائمة للنساء المسلمات، بفضل مؤشرات تتعلق بالسلامة العامة، احترام الخصوصية، وتوفر بيئة اجتماعية منسجمة مع القيم الثقافية المحافظة.
كما أبرز التقرير تقدم المغرب في مؤشر وعي الفاعلين، معتبرا أن الاستثمار في تكوين مهنيي القطاع السياحي حول مفاهيم الضيافة الحلال، والخدمات الحساسة ثقافيا، أسهم في تحسين تجربة الزوار، وتكييف العرض الفندقي مع تطلعات الشريحة المتنامية من المسافرين المسلمين.
لكن المؤشر سجل في المقابل نقاط ضعف على مستوى الولوجيات، حيث لم يتجاوز المغرب 57 نقطة في هذا البُعد، ما يعكس استمرار محدودية البنية التحتية المهيأة لذوي الاحتياجات الخاصة، وكبار السن، والمسافرين الباحثين عن تسهيلات في النقل والإقامة والمرافق العمومية.
وعلى الصعيد الدولي، تصدرت ماليزيا الترتيب برصيد 79 نقطة، متبوعة بتركيا، السعودية، والإمارات بـ78 نقطة لكل منها.
كما برزت وجهات صاعدة ضمن المراتب العشرين الأولى، من بينها أوزبكستان، إيران، جنوب إفريقيا، وسنغافورة، في حين حافظت المملكة المتحدة على موقعها كأفضل وجهة غير إسلامية ضمن التصنيف.
ويعكس هذا الأداء المغربي التحول التدريجي في تمثل السياحة ذات الخصوصية الثقافية والدينية داخل الرؤية الوطنية، في وقت تشير فيه التقديرات إلى أن عدد المسافرين المسلمين سيتجاوز 300 مليون شخص سنويا بحلول سنة 2030، ما يجعل من هذا القطاع رافعة مستقبلية تتطلب مواءمة دقيقة بين العرض السياحي المحلي وتطلعات الجيل الجديد من الزوار.

