يمثل اليوم الثلاثاء أمام المحكمة الجنائية في مدينة هيرولت جنوب فرنسا الشاب ويليام س، البالغ من العمر 23 عاما، والمتهم بدهس وقتل الطفل المغربي الأصل أيمن، البالغ من العمر 13 عاما، خلال احتفالات فوز فرنسا على المغرب في نصف نهائي كأس العالم 2022 بمدينة مونبلييه.
تعود فصول الحادث إلى ليلة الرابع عشر من دجنبر 2022 حين خرج مئات من المشجعين المغاربة إلى الشوارع احتفالا بإنجاز منتخبهم التاريخي. غير أن الأجواء الاحتفالية تحولت إلى مأساة في حي لاباياد حين صدمت سيارة بيضاء مجموعة من المحتفلين، ما أدى إلى وفاة الطفل أيمن متأثرا بجروحه البليغة.
وبحسب التحقيقات، فإن السائق دخل في مشادة مع مجموعة من الشبان بعد أن نزعوا العلم الفرنسي من سيارته، قبل أن يقود بسرعة متهورة محاولا الهرب، ليفقد السيطرة على المركبة ويصدم المارة، ثم يفر من المكان تاركا السيارة قرب ملعب لا موسون.
لاحقا، تم التعرف على السائق الذي ينحدر من أصول غجرية من جهة والدته ومغربية من جهة والده. وبعد اختفائه لأيام، تم توقيفه في 27 دجنبر قرب مدينة بيربينيان بعد محاولته الفرار إلى إسبانيا خشية التعرض لاعتداءات انتقامية.
واعترف المتهم أثناء التحقيق بأنه كان وراء مقود السيارة، مؤكدا أنه لم يكن ينوي التسبب في وفاة أي شخص، قائلا إنه كان يحاول مغادرة المكان بسرعة ولم يدرك ما حدث.
ومنذ اعتقاله، وُضع رهن الحبس الاحتياطي بتهمة العنف العمد المؤدي إلى الوفاة دون نية القتل. وتنتظر عائلة الضحية من المحاكمة كشف الحقيقة وتقديم اعتذار علني من المتهم.
وقال محامي العائلة، مارك غاليكس، إن الأسرة تحترم القضاء ولا تطلب سوى الحقيقة والاعتذار، مبديا أسفه لتناقض أقوال المتهم منذ بدء القضية.
القضية التي هزت الرأي العام الفرنسي تعيد إلى الواجهة النقاش حول مظاهر العنف خلال الاحتفالات الرياضية والتوترات الاجتماعية في بعض الأحياء، فيما ينتظر أن يصدر الحكم بعد الاستماع إلى الشهادات وتحليل تسجيلات الفيديو التي وثقت الحادث.

