واجه الملك الإسباني فيليبي السادس وزوجته الملكة ليتيثيا مشاهد غاضبة ومشحونة بالعواطف أثناء زيارتهما للمناطق المتضررة من الفيضانات الكارثية في مدينة فالنسيا وضواحيها. ففي مشهد غير معتاد، تعرض الزوجان الملكيان إلى الرشق بالطين من قِبَل بعض السكان المحتجين الذين صاحوا بأصوات غاضبة وهتافات وُصفت بـ”القتلة”، تعبيرًا عن استيائهم مما وصفوه بـ”التأخر الكبير” في توجيه تحذيرات رسمية للسكان حول خطر الفيضانات التي اجتاحت المنطقة مطلع الأسبوع الماضي.
رغم التوتر السائد، أصر الملك فيليبي على الحديث مع السكان ومحاولة تهدئة الأوضاع. وأثناء نقاشه مع بعض الأهالي، قال شاب محلي غاضب للملك: “كان معروفًا أن الكارثة ستحدث، لكن لم يتخذ أحد التدابير اللازمة لتجنبها”. وعلى الرغم من تدخل الحراس الشخصيين لفتح المظلات في محاولة لحماية الملك وزوجته، كانت لحظات اللقاء مؤثرة بشكل استثنائي، حيث أظهرت لقطات مصورة الملكة تبكي وتعانق بعض السكان المتضررين، بينما كانت ملطخة بالطين، في مشهد لامس قلوب الجميع.
في الوقت ذاته، واجه رئيس الوزراء بيدرو سانشيز موجة غضب مماثلة، ما دفعه للانسحاب من موقع الاحتجاج سريعًا، لكنه عاد وعبّر لاحقًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن “تضامنه مع معاناة الشعب الإسباني”، مؤكدًا أن جهود الحكومة مستمرة لإنقاذ الأرواح وإعادة بناء المناطق المتضررة. وأضاف سانشيز أن الوقت الآن للتطلع للأمام ومواصلة العمل بتنسيق كامل لمواجهة هذه الكارثة.
وكانت الحكومة الإسبانية قد أعلنت نشر 7500 جندي للمشاركة في عمليات الإنقاذ، في أكبر عملية نشر للقوات خلال وقت السلم في تاريخ البلاد، فيما تجاوز عدد الضحايا حتى الآن 217 شخصًا مع استمرار عمليات البحث والإنقاذ التي تعوقها الأضرار الهائلة في البنية التحتية.