تشهد مغارة هرقل التاريخية في مدينة طنجة، التي تبعد حوالي 10 كيلومترات عن مضيق جبل طارق، إقبالاً كبيراً من الزوار والسياح من داخل المغرب وخارجه، ما يجعلها واحدة من أبرز المعالم السياحية في المنطقة، حيث تُقدر عائداتها السنوية بحوالي مليون درهم. ورغم الأهمية التاريخية والجمالية لهذا الموقع، إلا أنه يعاني من إهمال كبير من قِبل السلطات المحلية، حيث تنتشر النفايات حوله دون أي تدخل جاد لمعالجتها، مما أثار استياء الزوار وأبناء المدينة على حد سواء.
ويُرجح أن يعود هذا الإهمال إلى غياب التنسيق بين الجهات المعنية والمسؤولين المحليين، إذ لم تُتخذ أي خطوات لتحسين البنية التحتية أو إقامة مرافق استقبال تليق بمكانة الموقع، مما يحول دون استثمار إمكانياته السياحية بشكل أفضل. وقد أطلق سكان طنجة ونشطاء المجتمع المدني دعوات متكررة للسلطات من أجل التدخل وإنقاذ الموقع من التدهور، خاصة مع حلول موسم الأمطار، حيث تتعرض بعض أجزاء المغارة لخطر الانهيار.
وتواجه مغارة هرقل تحديات أخرى تتعلق بالتمدد العمراني السريع في المنطقة المحيطة، حيث تُقام مشاريع عقارية تُساهم في إحداث تلوث ضوضائي وتُعرض جدران المغارة للتشققات، ما يهدد استقرار الموقع على المدى الطويل. كما أن عدم وجود مواقف سيارات مناسبة يُفاقم من مشاكل الازدحام والفوضى، ما يدفع العديد من الزوار للمغادرة دون زيارة الموقع.
هذا الوضع المؤسف يعكس تهاون الجهات المسؤولة في الحفاظ على التراث الثقافي لمدينة طنجة، ويثير تساؤلات حول أولويات التنمية السياحية في المغرب، خصوصاً في ظل اهتمام السياح الأجانب والمحليين بزيارة هذا المعلم الفريد الذي يجسد إرثاً أسطورياً عريقاً.