جرى اليوم الاربعاء تقديم مشروع ميناء الداخلة الاطلسي، باعتباره قوة جديدة داعمة للاستراتيجية البحرية المغربية ورافعة اساسية للتنمية والاندماج والازدهار في مجمل منطقة غرب افريقيا. جاء ذلك خلال مائدة مستديرة عقدت في مقر البرلمان البريطاني.
وشكل اللقاء الذي حضره سفير المغرب لدى المملكة المتحدة حكيم حجوي وعدد من اعضاء غرفتي البرلمان البريطاني، مناسبة لتبادل الرؤى حول الاستراتيجية المينائية للمملكة، التي تسعى لتعزيز حضورها على الساحة المينائية العالمية بفضل رؤية الملك محمد السادس.
ابرز حجوي في كلمة افتتاحية الاهمية الاستراتيجية لميناء الداخلة الاطلسي، ووصفه بانه مشروع محوري في اطار المبادرة الملكية الاطلسية. واشار الى ان المنطقة تتوفر على امكانات هائلة للنمو، لا سيما في مجالات الطاقة الخضراء والتصنيع المستدام، وهي قطاعات تثير اهتمام الشركات البريطانية.
اضاف السفير ان جهة الداخلة تضطلع بدور مركزي في تنمية وازدهار مجموع المنطقة، كما تساهم في تعزيز امن قارة اوروبا.
وذكر حجوي ببرنامج التنمية المندمجة للاقاليم الجنوبية الذي اطلقه الملك سنة 2015، والذي ترجم الى استثمارات كبرى في مجالات الطاقة والبنيات التحتية، اضافة الى المشاريع الاجتماعية والتعليمية والصحية. واوضح ان هذه المبادرات مكنت من خلق مئات الالاف من مناصب الشغل وحسنت بشكل ملموس معيشة السكان.
من جانبها، قدمت مديرة تهيئة ميناء الداخلة الاطلسي نسرين ايوزي عرضا مفصلا مدعوما بالارقام حول البعد الاستراتيجي للميناء، سواء لتنمية المغرب واقاليمه الجنوبية، او للتبادلات التجارية والنمو الاقتصادي في منطقة غرب افريقيا والقارة الافريقية باكملها.
اكدت ايوزي ان المغرب الذي يمتد سواحله على اكثر من 3500 كيلومتر، يولي اهمية كبرى لتطوير موانئه نظرا لدورها المحوري في دعم المبادلات التجارية.
اضافت ان المغرب الذي كان يحتل المرتبة 81 في مؤشر الربط البحري الدولي سنة 2007، يطمح الى دخول نادي العشرين الاوائل عالميا، بفضل مشاريع مهيكلة من قبيل ميناء طنجة المتوسط، وميناء الناظور غرب المتوسط، وميناء الداخلة الاطلسي.
واشارت الى ان ميناء الداخلة الاطلسي يوجد في صميم الاستراتيجية المينائية الوطنية، مؤكدة اعتماد مقاربة شمولية تجعل من الموانئ رافعة للنمو ومحركا للتنمية الاقتصادية.
واكدت ان ميناء الداخلة الاطلسي يطمح ايضا الى ان يكون نقطة جذب للاستثمارات الدولية وبوابة رئيسية نحو قارة افريقيا. واوضحت ان تشييده يندرج في صلب المبادرة الملكية الاطلسية التي اطلقها الملك محمد السادس لتمكين دول الساحل غير المطلة على البحر من الولوج الى المحيط الاطلسي والانفتاح على الاسواق الدولية.
اعتبرت ايوزي ان الهدف هو تعزيز بروز ازدهار مشترك، يشكل شرطا اساسيا لتحصين المنطقة من مخاطر عدم الاستقرار.
وعقب ذلك، جرى نقاش موسع مع البرلمانيين البريطانيين تركز حول وجاهة الاستراتيجية المينائية المغربية، والاهمية البالغة لميناء الداخلة الاطلسي في مجال الربط الدولي، وكذلك الفرص الواعدة التي يتيحها امام المستثمرين البريطانيين والدوليين.

