في عالم السياسة، تتفاوت درجات الانحدار، لكن النظام الجزائري قد تخطى جميع الحدود، غارقا في مستنقع من الأكاذيب والفشل الذي لا نهاية له.
ذلك النظام الذي اختار العيش في الظلام، متحديا كل القيم التي من المفترض أن تحكم الدول السوية. فقد نفض يديه من أي مسؤولية تجاه شعبه، واكتفى بإثارة الفتن والمغالطات ليل نهار، بينما تزداد معاناة الناس في صمت.
السياسات التي يمارسها هذا النظام لا تمثل سوى عجزه عن مواكبة العصر. تلك السياسات التي تقوم على تعزيز العداء والتصعيد بدل بناء علاقات قائمة على الحوار والاحترام المتبادل.
إن دعم مليشيات البوليساريو وتحويلها إلى أداة لتمزيق الجيران لم تكن سوى محاولة يائسة لتعويض عجز النظام داخليًا. فالنظام الجزائري لا يستطيع أن يتخيل مستقبلا يحقق فيه أي نجاح، سوى من خلال نشر الكراهية والترويج للفرقة.
لكن ما يغفله هذا النظام هو أن الزمن لا يعود إلى الوراء، وأن ما زرعته يديه من فساد وسوء سيظل عائقا أمام أي محاولات للتقدم.
أما الإعلام الجزائري، فقد تحول إلى أداة قمعية لا تعرف سوى نشر الأكاذيب، وترويج حكايات خيالية لتمرير وجهات نظر مغلوطة.
هذا الإعلام لم يعد إلا خادما للعصابة الحاكمة، التي استولت عليه كما استولت على كل شيء آخر في البلاد. إعلام ملوث بالكراهية، يروج للعنف ويغطّي على الفشل المستمر. لا شيء في هذا الإعلام يحمل مصداقية أو يساهم في توعية الشعب، بل على العكس، هو جزء من الآلة التي تغذي الفوضى وتعمق الأزمة.
وبينما يواصل المغرب تعزيز مكانته في الساحة الدولية، ويسير بخطى ثابتة نحو المستقبل، يظل النظام الجزائري غارقا في هذا الطريق المظلم الذي لا نهاية له.
وفي حين يراهن المغرب على شراكات دولية استراتيجية تدعم استقراره وتقدمه، يصر النظام الجزائري على العيش في ظل مشروعات وهمية تدفعه نحو العزلة المتزايدة. فالسياسة الجزائرية لا تثمر إلا الفشل، ولا تفرز سوى المزيد من التوترات والتباعد مع الجميع.
من المؤكد أن النظام الجزائري لا يدرك حقيقة المسار الذي يسلكه. فكل خطوة في هذا الاتجاه لن تؤدي إلا إلى مزيد من الفشل والانهيار.
التاريخ سيظل يسجل هذه الحقائق، والوقت سيكشف عن عواقب سياسات هذا النظام التي تسعى إلى خلق أعداء وهميين بدل بناء علاقات بناءة تضمن استقرار المنطقة. الجزائر لا تحتاج إلى المزيد من الخراب، بل إلى قيادة تتجاوز الهواجس القديمة وتوجه الأمة نحو الإصلاح الحقيقي.