أكد الكاتب والصحفي التونسي نزار بولحية أن الأحداث الأخيرة في مدينة سبتة المحتلة لن تكون كفيلة بتقويض العلاقات بين المغرب وإسبانيا، بل قد تكون فرصة لتقويتها. جاء ذلك في مقال نشرته صحيفة “القدس العربي” اللندنية، حيث أوضح بولحية أن العلاقة بين الرباط ومدريد تعتمد على أسس راسخة من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، التي لن تُعرّض للخطر بسهولة.
وأشار الكاتب إلى أن التعاون بين البلدين يشمل مجالات عدة، من بينها الأمن والاقتصاد، وهو ما يعكس مستوى عالٍ من الثقة المتبادلة. وأكد أن أي محاولات لإضعاف هذه الروابط ستبوء بالفشل، نظرًا لما تمثله المصالح المشتركة من دفعٍ نحو مزيد من التنسيق والتعاون.
وأضاف بولحية أن المغرب أثبت قدرته على إدارة أمن المناطق المحتلة مثل سبتة ومليلية، وهو ما عزز الثقة الإسبانية في قدرة الرباط على مواجهة التحديات الأمنية، بما في ذلك قضايا الهجرة غير النظامية التي تعتبر اختبارًا هامًا لتعاون البلدين.
كما تناول الكاتب التوقعات بإمكانية الوصول إلى اتفاق حول السيادة المشتركة على سبتة ومليلية في المستقبل القريب، مع دعم من الاتحاد الأوروبي وفرنسا، مستندًا إلى المساعي المغربية لتعزيز وجودها في المنطقة، إلى جانب تنمية العلاقات الاقتصادية والأمنية مع إسبانيا.
في ختام مقاله، شدد بولحية على أن الأحداث الأخيرة في سبتة قد تشكل فرصة لتعميق التعاون بين المغرب وإسبانيا، بدلًا من إضعافه. وأكد أن الروابط القوية التي تجمع البلدين والمبنية على التعاون الاستراتيجي ستظل صامدة في مواجهة التحديات الراهنة.