دعا المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، محمد سالم الشرقاوي، المدن العربية إلى تخصيص مساهمات مالية لدعم المشاريع الاجتماعية في القدس.
جاء ذلك خلال الاجتماع الثاني والستين للمجلس التنفيذي لمنظمة المدن العربية، المنعقد يوم السبت في مدينة طنجة، بحضور وفود تمثل كبريات الحواضر العربية.
وقال الشرقاوي إن الاجتماع يشكل مناسبة “لتجديد العهد بالقدس الشريف والتطلع المتين للمغرب بقضايا القدس والمقدسيين”، مشيراً إلى أن الوكالة نفذت خلال العام الماضي 55 مشروعاً بتمويل كامل من المملكة المغربية، بقيمة تجاوزت 4,2 مليون دولار، شملت قطاعات الصحة والثقافة والتعليم والرياضة والشباب وبرامج المساعدة الاجتماعية والتنمية البشرية والمرأة والطفولة.
وأكد أن “المملكة أقامت نموذجاً في الدعم يقوم على الحكامة وحسن التدبير والرؤية الاستشرافية، وحقق نتائج ملموسة”، مبرزاً في الوقت ذاته “الواقع الصعب” الذي تعيشه القدس، في ظل تزايد حاجيات سكانها، خاصة مع صعوبات التعافي الاقتصادي الناجمة عن الأزمات المتوالية.
من جهته، شدد والي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، يونس التازي، على أن احتضان المملكة المغربية لهذا الحدث يأتي في سياق الاهتمام البالغ الذي يوليه الملك محمد السادس لتعزيز التعاون العربي المشترك، خاصة في مجالي التنمية الحضرية والتنمية المستدامة. مؤكدا أن هذا الاجتماع يعكس “الدور الريادي للمغرب كجسر للتواصل والتقارب بين شعوب الأمة العربية، في ظل التحديات الإقليمية والدولية المتسارعة”.
وأشار التازي إلى أن المملكة المغربية حققت إنجازات كبرى في مجال التنمية الحضرية، من خلال تعزيز الجهوية المتقدمة واللامركزية، وإطلاق مشاريع لإعادة تأهيل المدن العتيقة بهدف الحفاظ على طابعها التاريخي والثقافي، إلى جانب اعتماد سياسات لحماية البيئة والطاقات المتجددة.
وأضاف أن “هذه الإنجازات ليست مجرد مشاريع منفردة، بل هي جزء من رؤية شاملة تستند إلى النموذج التنموي الجديد للمملكة، الذي يضع الإنسان والبيئة في قلب السياسات التنموية”، مؤكداً أن المغرب ينظر إلى المدن على أنها “محركات للتنمية وأدوات لتعزيز التكامل بين الدول والشعوب”.
من جهته، شدد رئيس مجلس جماعة طنجة ورئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات، منير ليموري، على أن الاجتماع يعكس “عمق أواصر التعاون والتضامن بين الجماعات الترابية في الوطن العربي”، مؤكداً أنه فرصة لتعميق التعاون بين المدن والجماعات الترابية العربية، وتبادل التجارب حول الرهانات المشتركة التي تواجه التدبير الحضري، مثل تحقيق التنمية المستدامة، مواكبة الامتداد العمراني، وتحسين جودة الخدمات العمومية.
وقال ليموري إن “التوسع الحضري المتسارع، والإكراهات البيئية، والتحولات الاقتصادية والاجتماعية، كلها تحديات تستوجب تبني سياسات عمومية متقدمة تحقق التوازن بين التطور الاقتصادي وصون البيئة، وبين تحديث المرافق الحضرية والحفاظ على الهوية الثقافية”، مشدداً على أن الاجتماع يوفر فرصة حقيقية لوضع خارطة طريق مشتركة لمدن أكثر ازدهاراً واستدامة.
أما الأمين العام لمنظمة المدن العربية، عبد الرحمان هشام العصفور، فقد أعرب عن امتنانه وتقديره للمغرب على دعمه المتواصل للمنظمة، مشيداً بالدور الإيجابي للمدن المغربية في دعم مسيرة الهيئة وتعزيز أهدافها.
وذكر بأن المنظمة، التي انطلقت سنة 1967 من الكويت، تهدف إلى تحقيق تضامن عربي مشترك في مجالات التخطيط العمراني والاستقلالية المالية وبناء مدن المستقبل، مع الحفاظ على الهوية والجذور التراثية.
وشهد الاجتماع توقيع مذكرتي تفاهم، الأولى بين الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات ومنظمة المدن العربية، والثانية بين الجمعية نفسها والمعهد العربي لإنماء المدن، بهدف تعزيز التعاون في مجالات التكوين والتدريب ودعم القدرات والبحوث في السياسات الحضرية. كما تم افتتاح معرض لوكالة بيت مال القدس، يضم صوراً للمشاريع التي نفذتها في المدينة المقدسة، إلى جانب بعض المنتجات والمجسمات لأهم معالم القدس.