صعّدت القوات الإسرائيلية غاراتها على قطاع غزة، مستهدفة مدينة غزة بشكل مباشر في إطار خطة عسكرية تهدف للسيطرة على المدينة وممارسة ضغط على حركة «حماس» للإفراج عن المختطفين الإسرائيليين.
أعلنت مصادر محلية أن الطائرات الإسرائيلية قصفت برج مشتهى السكني والمكتبي، أحد الأبراج الشاهقة في غرب المدينة، خلال غارتين متتاليتين، ما أدى إلى تدميره بالكامل. وأفاد سكان المنطقة بأن السلطات أصدرت أوامر بإخلاء المبنى قبل أقل من ثلاثين دقيقة من الغارة. وقال أحمد أبو وطفة، أحد سكان البرج، في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية: «الانفجارات كانت مرعبة. الجميع في حالة خوف شديد ولا يعرفون إلى أين يذهبون. أطفالي مرعوبون، وأنا أيضاً».
وادعى الجيش الإسرائيلي أن الغارة استهدفت البرج لاحتوائه على بنى تحتية تُستخدم لأغراض «إرهابية»، بما في ذلك كمائن ومسارات هروب ومعدات استخباراتية تابعة لحركة «حماس». من جهتها، نفت إدارة البرج هذه الادعاءات، مؤكدة أن المبنى خالٍ من أي أسلحة أو كاميرات، وأنه مخصص للمدنيين النازحين فقط.
ويعد هذا القصف أحدث موجة تصعيد في الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023، حيث سبق أن استهدفت الغارات طوابق البرج العليا، وكان السكان يلجأون إليه كمأوى مؤقت نظراً لمحدودية الأماكن الآمنة في المدينة.
ويثير تدمير البرج مخاوف من توسع العمليات الإسرائيلية داخل غزة، لا سيما بعد تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الذي أعلن عبر منصة «إكس»: «بدأنا بإزالة القفل عن بوابات جهنم في غزة».

