إنها دعوة حقيقية لمطاردة المغاربة المقيمين في الجزائر والتي أطلقتها وسيلة إعلامية مقربة من الطغمة العسكرية الحاكمة. فتحت ذريعة غريبة وهي أن المهاجرين المغاربة هم “جواسيس لإسرائيل”، يتم تحريض الشعب الجزائري على القيام ببوغروم ضدهم من أجل “تطهير الجزائر”.
- Advertisement -
كراهية المغاربة لها حدود لدى النظام السياسي العسكري الجزائري. لدرجة أنه يدعو صراحة إلى طرد جماعي جديد للمغاربة المقيمين في الجزائر. بل حتى القيام بإبادة ما يسميه “حشرات المخزن المغربي”.
Immigration clandestine marocaine en Algérie : une arme du Mossad ? https://t.co/vUP1etTBwm
- Advertisement -
— Algérie Patriotique (@Algpatriotique) June 3, 2022
- Advertisement -
وجاءت هذه الدعوة لمطاردة المغاربة في موقع”ألجيري باتريوتيك” (Algeriepatriotique)، وهو موقع تابع للجنرال المتقاعد خالد نزار.
بعد فترة وجيزة من إبعاده عن دواليب السلطة عندما كان الراحل قايد صالح رجل الجزائر القوي، عاد خالد نزار، الهارب السابق والمتابع بتهمة “جرائم الحرب” و”الجرائم ضد الإنسانية” من قبل العدالة السويسرية، إلى دواليب السلطة. لدرجة أنه أصبح، إلى جانب الجنرال محمد مدين، أحد الأهداف المفضلة لمظاهرات الحراك الذي توقف بسبب أزمة كوفيد-19.
إن الذريعة التي يتم التلويح بها من أجل مطاردة المغاربة هي ذريعة خبيثة. فصحيفة خالد نزار تستشهد بتغريدة على موقع تويتر من قبل الصحافي الفرنسي في صحيفة “لو فيغارو” جورج مالبرونو من أجل تقديم رواية تقشعر لها الأبدان.
Quelques tensions actuellement entre les services de renseignements français et marocains. "La DGSI est remontée", confie un agent français. "Que des éléments de la diaspora marocaine en France servent de sous-traitants au Mossad israélien, ça ne passera pas", explique la source. pic.twitter.com/E46X8AhNQq
— Georges Malbrunot (@Malbrunot) May 30, 2022
في هذه التدوينة، التي تأتي بشكل مثير للغاية قبل يومين من الزيارة الخاصة للملك محمد السادس إلى فرنسا، يذكر جورج مالبرونو مصدرا في أجهزة المخابرات الفرنسية الذي ادعى أن: “عناصر من المغاربة المقيمين في فرنسا يعملون لصالج الموساد الإسرائيلي، وهذا لن يمر”. هذه “المعلومة”، التي كان من الممكن أن تكون مضحكة في ظروف أخرى، لم تكن موضوع مقال، ولكن فقط موضوع تغريدة على تويتر.
مع ذلك، فقد تلقفت الطغمة العسكرية الجزائرية تدوينة مالبرونو واختارت صحيفة تابعة لخالد نزار لنقلها من السياق الفرنسي إلى السياق الجزائري.
وبحسب موقع الجنرال خالد نزار، فإن المغرب يستخدم “المغاربة المقيمين في الخارج من أجل تجنيد مخبرين للاستخبارات الإسرائيلية. لذلك، أي مغربي يمكن أن يكون مخبرا للمخزن المغربي والموساد الإسرائيلي… وفي ما يتعلق ببلدنا الجزائر، فإن الخطر حقيقي للغاية مع العلم أن الكيان الصهيوني يضع دائما الجزائر نصب عينيه وتواجد أكثر من مليون مغربي في وضع غير نظامي على أراضينا يشكلون خطرا أمنيا حقيقيا ودائما”.
والأمر الأكثر خطورة هو أنه ليست السلطات الجزائرية هي وحدها التي يطلب منها اتخاذ إجراءات صارمة ضد المهاجرين المغاربة الذين لا يحملون وثائق بهدف نقلهم إلى الحدود (المغلقة). بل تم تشجيع السكان الجزائريين على إطلاق حملة مطاردة ضد هؤلاء المهاجرين المغاربة، بغض النظر عن أنهم مقيمين بصفة شرعية أم لا في الجزائر.
وكتب الموقع ذاته قائلا: “الجزائر لديها أجهزة استخبارات فعالة للغاية وجيش كبير مدرب جيدا، لكن يجب على المواطنين أن ينخرطوا أكثر، لأن أمن الجزائر يهمنا جميعا… لابد من طرد كل هؤلاء المهاجرين المغاربة غير الشرعيين الذين يشكلون خطر على بلدنا”.
وتقدر الصحيفة أن أكثر من مليون مغربي موجودون في الجزائر. وهو رقم خيالي تماما بغية تخويف الشعب الجزائري.
وبحسب مصادر مطلعة، لا يوجد إلا بضع مئات من المهاجرين المغاربة غير الشرعيين، الذين يشتغلون بشكل خاص في البناء والأشغال العمومية، ولا سيما عمال الجبس.
عندما نعلم أن النظام الجزائري قد رسخ ثقافة الريع من خلال تشجيع الكسل، بل وصل الأمر إلى حد استيراد البنائين من الصين، يمكننا أن نخشى أن تظل سقوف فيلات كبار الضباط وذريتهم على وضعها الخام إذا لم يتدخل الجباسون المغاربة.
ومن جهة أخرى، تضيف مصادرنا أن مناخ الإرهاب في الجزائر وسعر الصرف غير المواتي للغاية للدينار الجزائري، دفع العديد من المغاربة إلى مغادرة الجزائر.
ومع ذلك، فإن الأمر المؤكد هو أن التهديد الذي أطلقه موقع الجنرال نزار ضد المغاربة في الجزائر يجب أن يؤخذ على محمل الجد عندما نعلم أن النظام الجزائري لطالما عزز كراهية الأجانب بين الجزائريين، مما جعلهم يعتقدون أن الأجانب موجودون هناك فقط من أجل استغلال ثروات البلاد الناتجة عن النفط والغاز الطبيعي، وهي الثروات التي يحولها في الواقع الجنرالات إلى حساباتهم في الخارج.
لم ينس أحد الطرد المخزي في عام 1975، في اليوم السابق لعيد الأضحى، لأكثر من 40 ألف أسرة مغربية من الجزائر على يد هواري بومدين، الذي جن جنونه بسبب المسيرة الخضراء المجيدة. عندما نعلم أن النظام الجزائري يهدد باللجوء إلى نفس الطريقة بعد 60 عاما، فإن اقتراب عيد الأضحى هو علامة يجب أخذها على محمل الجد.
النظام الجزائري غير راض من رؤية الأرقام القياسية التي سجلتها عمليات نقل الأموال من قبل المغاربة المقيمين بالخارج إلى بلادهم ويشكو من أن “المهاجرين غير الشرعيين ينقلون إلى المغرب الأموال التي يكسبونها في الجزائر عبر البنوك التونسية… إلى متى سنسمح بأن يستفيد أعداؤنا التاريخيون من ثرواتنا؟ إن الوضع خطير للغاية ويجب أن نكون يقظين للغاية، فهذه الهجرة غير الشرعية للمغاربة إلى الجزائر لا تحقق أي قيمة مضافة لبلدنا، بل على العكس تماما…”، بحسب نفس الموقع.
في صرخته المعادية للأجانب والمعادية للسامية والحقيرة، فإن جناح خالد نزار يطلق هذا النداء: “لنعمل ونطهر بلدنا من حشرات المخزن المغربي وأسيادهم الصهاينة”.
ميزة هذه الدعوة على الأقل هي أنها دعوة واضحة للقتل والإبادة.