قالت صحيفة “لاراثون” الإسبانية إن الولايات المتحدة تدرس نقل مقر القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) من شتوتغارت الألمانية إلى مدينة القنيطرة بالمغرب، في خطوة لم تُعلن رسميًا بعد، لكنها قد تعكس تحولًا استراتيجيًا في التواجد العسكري الأمريكي بالقارة الأفريقية.
ولم يصدر تعليق فوري من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بشأن ما أوردته الصحيفة الإسبانية. لكن المغرب يُعد منذ سنوات شريكًا رئيسيًا للولايات المتحدة في المجالين الأمني والعسكري، حيث يستضيف بشكل منتظم مناورات “الأسد الأفريقي”، وهي من أكبر التدريبات العسكرية في القارة.
وقالت الصحيفة الإسبانية إن اختيار المغرب، في حال تأكيده، سيستند إلى عدة عوامل، منها موقعه الجغرافي الاستراتيجي بين أوروبا وأفريقيا، واستقراره السياسي والأمني مقارنة بدول أخرى في المنطقة.
وأضافت أن نقل مقر القيادة العسكرية الأمريكية إلى القنيطرة قد يتطلب استثمارات كبيرة في البنية التحتية العسكرية، إلى جانب تعزيز التعاون الاستخباراتي بين القوات المغربية والأمريكية.
ويأتي هذا التقرير وسط تزايد الاهتمام الأمريكي بالملف الأمني في أفريقيا، حيث تواجه واشنطن تحديات متنامية من جماعات مسلحة في منطقة الساحل، إضافة إلى التنافس المتصاعد مع قوى دولية أخرى، مثل روسيا والصين، التي تسعى إلى توسيع نفوذها العسكري والاقتصادي في القارة.
وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد أثار في عام 2020 احتمال نقل مقر “أفريكوم” إلى خارج ألمانيا، في إطار مراجعة موسعة للوجود العسكري الأمريكي في أوروبا، لكن القرار لم يُنفذ في ذلك الوقت.
وفي حال اتخاذ واشنطن قرارًا نهائيًا بنقل المقر إلى المغرب، فقد يشكل ذلك نقطة تحول في استراتيجيتها العسكرية تجاه أفريقيا، مع تعزيز مكانة المملكة كشريك دفاعي رئيسي للولايات المتحدة في المنطقة.