يشهد المغرب قضية مثيرة للجدل أثارت تفاعلًا واسعًا حول قضايا حرية التعبير، وحساسية المجتمع، والمسؤولية الرقمية. بطل القصة هو إلياس المالكي، أحد أبرز مؤثري منصات التواصل وصانعي المحتوى الرقمي المتخصص في ألعاب الفيديو، والذي يواجه اليوم سلسلة من التهم القضائية بسبب تصريحات وُصفت بالمهينة تجاه المجتمع الأمازيغي خلال بث مباشر على قناته.
وقد تمكن المالكي، خلال سنوات قليلة، من بناء قاعدة جماهيرية كبيرة بين الشباب المغربي، حيث تُتابع قناته على يوتيوب بشكل واسع، ما جعله من أشهر المؤثرين في الساحة الرقمية المغربية. وفي الأشهر الأولى من عام 2023، سجل المالكي تفوقًا لافتًا على نجوم عالميين في عدد ساعات المشاهدة، إذ حصد 8.9 مليون ساعة مشاهدة على “يوتيوب غيمنغ”، متجاوزًا بذلك مشاهير مثل الأمريكي iShowSpeed، وفقًا لتقرير صادر عن “ستريم تشارتس”.
توسعت شهرة المالكي إلى حد أن تم اختياره لتمثيل المغرب في مسابقة “كينغز ليغ” التي ينظمها النجم السابق لفريق برشلونة، جيرارد بيكيه. إلا أن مسيرته تأثرت مؤخرًا بتوجيه اتهامات ضده على خلفية تصريحات اعتبرت مسيئة للأمازيغ، مما دفع بعض الجمعيات والشخصيات العامة لتقديم شكاوى رسمية ضده. وعلى الرغم من سحب بعض هذه الشكاوى، لا تزال هناك تهم موجهة إليه، خصوصًا من مناطق الأطلس وأكادير.
جرى اعتقال المالكي ووضعه في الحبس الاحتياطي بسجن سيدي موسى في الجديدة، بانتظار جلسة المحاكمة التي أُجلت إلى 12 نونبر المقبل عقب تعرضه لوعكة صحية في جلسة سابقة. وتواجهه تهماً عدة، منها التحريض على الكراهية والتمييز، والتشهير، إضافة إلى بث محتوى غير لائق يتضمن تعاطي المخدرات.
وفي خطوة نحو المصالحة، حاولت عائلة المالكي تقديم اعتذار وفتح باب الحوار مع الأطراف المشتكية لاحتواء التوترات. ووفقًا لمحاميه، فقد كانت تصريحات المالكي ذات طابع ساخر، مشيرًا إلى أن هذا النوع من المحتوى شائع في منصات التلفزيون.
تثير قضية المالكي أسئلة ملحة حول مسؤولية صانعي المحتوى عبر الإنترنت، ودور شبكات التواصل الاجتماعي، وحدود حرية التعبير. بينما يرى بعض متابعيه أن محاكمته تعرقل مسيرته بشكل غير عادل، إذ يؤكدون أن إنجازاته في مجال الترفيه الرقمي تُغطي على جوانب الخلاف.
تأتي هذه القضية في وقت حرج للمالكي، حيث كان من المقرر أن يمثل المغرب في “كينغز ليغ”، مما يطرح تساؤلات حول مشاركته في الحدث أو إمكانية استبداله
بآخر.