وسط أجواء من الترقب السياسي والفوضى الإعلامية، أثار الحديث عن موافقة حركة حماس على بعض بنود خطة السلام الأمريكية التي اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقاشاً واسعاً في الأوساط الفلسطينية.
يأتي ذلك في وقت تتصارع فيه الفصائل الفلسطينية مع الواقع الميداني والتحديات الإقليمية والدولية.
وأكد إعلاميون فلسطينيون أن الحديث عن قبول حماس للخطة يحتاج إلى تمحيص دقيق، مشيرين إلى أن الحركة لم تصدر موقفاً رسمياً شاملاً، وأن ما يُتداول يبقى ضمن محاولات جس نبض الموقف السياسي سواء من داخل فلسطين أو عبر أطراف إقليمية تسعى لإعادة ترتيب ميزان التفاوض.
وأوضح محمود حريبات، رئيس تحرير مجلة “لمّة صحافة”، أن موافقة حماس على بنود إنسانية محددة مثل تبادل الرهائن لا تعني القبول الكامل بالطرح السياسي للخطة المعروفة بـ”صفقة القرن”، مضيفاً أن الحركة ما زالت متمسكة بثوابتها الأساسية، ولا يمكن تفسير أي قبول جزئي على أنه تنازل عن سلاح المقاومة أو موقفها من التطبيع.
وأشار الصحافي الفلسطيني وائل حمدي إلى أن انفتاح الحركة على بعض المقترحات الأمريكية يعكس براغماتية سياسية للتعامل مع الواقع الدولي والإقليمي، حيث تسعى حماس إلى تخفيف العزلة السياسية واكتساب نقاط داخلية، خصوصاً في ظل ضغوط اقتصادية واجتماعية متزايدة في قطاع غزة.
وأضاف أن الإدارة الأمريكية تدرك أن أي نجاح لمبادرة السلام يتطلب مرونة من الطرفين، ما قد يدفعها إلى تعديل بعض الصياغات لتسهيل مشاركة الحركة في التفاوض دون المساس بمواقفها الجوهرية.
وتظهر التحليلات الفلسطينية أن قبول حماس الجزئي لا ينبغي اعتباره ضعفاً، بل خطوة تكتيكية ضمن لعبة سياسية معقدة تشمل التوازن بين الضغوط الدولية والداخلية، واستمرار الحصار والضغوط الاقتصادية والاجتماعية على قطاع غزة.
كما أن تفاعل الحركة مع بعض البنود الإنسانية يعكس حرصها على الحفاظ على أوراقها التفاوضية، واحتراماً لتطلعات شعبيتها في الداخل.

