تتسارع وتيرة الحملة الانتخابية الأمريكية، حيث تتصاعد التوترات بين المرشحين الرئيسيين في ظل استمرار النقاش حول صحة وقدرة كل منهما على تحمل مسؤوليات رئاسة الولايات المتحدة. في هذا الإطار، اتهمت كامالا هاريس، نائبة الرئيس، خصمها الجمهوري دونالد ترامب بعدم الشفافية حول حالته الصحية، في وقت يتواصل فيه السباق نحو الانتخابات المقررة في 5 نوفمبر.
وقالت هاريس خلال تصريحاتها للصحفيين قبيل مغادرتها إلى ولاية كارولينا الشمالية المتضررة من إعصار هيلين، “من الواضح لي أن ترامب وفريقه لا يريدون أن يرى الشعب الأمريكي حقيقة ما يفعله، ولا يعرفون إن كان قادراً على القيام بمهام رئاسة الولايات المتحدة”. وأكدت هاريس، التي تبلغ من العمر 59 عاماً، أن ترامب (78 عاماً) “غير لائق لممارسة هذا المنصب”.
تتناقض هذه الاتهامات مع تقرير طبي مفصل نشرته البيت الأبيض، والذي أشار إلى أن كامالا هاريس تتمتع “بالقدرة البدنية والعقلية اللازمة لأداء واجبات الرئاسة” وأنها “في صحة ممتازة”. تسعى هاريس من خلال هذه التصريحات إلى إثارة الجدل حول كفاءة منافسها الجمهوري.
ورد فريق حملة ترامب على هذه الاتهامات، مشيراً إلى أن جدول أعمال هاريس “أقل كثافة” من جدول ترامب، مما يدل على عدم امتلاكها “القدرة البدنية التي يتمتع بها الرئيس ترامب”.
وتستمر الحملات في تسليط الضوء على موضوع الصحة والقدرة على الحكم، حيث سبق لترامب أن نشر تقارير طبية تؤكد صحته الجيدة. ومع ذلك، فإن انتقادات هاريس تتزايد، حيث ذكر المتحدث باسم حملتها، إيان سامس، “في 20 أغسطس، أعلن ترامب أنه سيصدر تقاريره الطبية. لكنه لم يفعل”، متسائلاً “ماذا يخفي؟”.
تتزايد المخاوف حول صحة بايدن، الذي أبدى الكثيرون قلقهم بشأن عمره (81 عاماً) وقدرته على مواصلة الحكم، حيث هزت بعض الانتقادات حملته بعد مناظرة ضعيفة مع ترامب.
ومع ذلك، لا تزال نسبة كبيرة من الناخبين ترى أن عمر المرشحين ليس موضوعًا مثيرًا للقلق. وفي استبيان نشرته “غالوب” في 10 أكتوبر، أظهر أن 41% من الناخبين يعتبرون ترامب كبيرًا جدًا على الرئاسة، وهو ارتفاع طفيف عن يونيو الماضي.
تظهر هذه الديناميكيات المعقدة في الانتخابات الأمريكية أن الصحة والقدرة على القيادة لا تزال موضوعًا رئيسيًا في المنافسة السياسية، مما يثير اهتمام الناخبين ويرسم مسار الحملة الانتخابية بشكل متزايد.