رصدت دراسة علمية حديثة مؤشرات قوية على وجود تراكمات معدنية ثمينة تشمل الذهب والنحاس والزنك في منطقة الأطلس الكبير الشرقي، اعتماداً على تقنيات متقدمة في الاستشعار عن بعد باستخدام صور الأقمار الصناعية.
الدراسة، التي نُشرت في دورية “Scientific Reports” التابعة لمجموعة “نيتشر” العلمية، سلطت الضوء على منطقة “موكور” شمال قرية كرامة بإقليم ميدلت، باعتبارها موقعاً واعداً من الناحية الجيولوجية، خاصة لاحتوائها على بنيات تكتونية معقدة ومواد معدنية مرتبطة بالتحولات الحرارية المائية.
واستخدم الفريق العلمي، الذي يقوده عبد اللطيف عمراوي من جامعة القاضي عياض بمراكش، بيانات الأقمار الصناعية مثل ASTER وSentinel-2 وALOS لتحليل التكوينات المعدنية.
وأظهرت النتائج وجود مؤشرات لمعادن مثل الكاولينيت والإليت والهماتيت والكلوريت، وهي معادن ترتبط عادة بالنشاط الهيدروحراري والتراكمات المعدنية.
كما كشفت الدراسة عن مناطق محددة، أبرزها “تيت ن’علي”، “تيجان”، “تالهاريت” و”تاملهل”، تُظهر تغيرات جيولوجية تتوافق مع مناطق الصدوع، التي تعد في العادة ممرات رئيسية للسوائل المعدنية الساخنة، وهو ما يعزز احتمال وجود رواسب معدنية ذات قيمة تجارية.
وأوضح الباحثون أن التحليل الطيفي متعدد المستشعرات مكّن من رسم خرائط دقيقة للتحولات المعدنية، مع التركيز على تواجد المعادن المؤكسدة مثل الهماتيت والكوارتز، والتي قد تشير إلى إمكانية وجود الذهب ضمن الشبكات الصخرية المشقوقة التي تشمل صخور الكاربونات والسيدرايت والأنكريت.
وأضافت الدراسة أن استخدام أدوات تحليل رقمية متقدمة مثل تحليل مكونات الطيف المنفصل (SAM) ونسبة الطيف الموجه (BRR) والتصنيف غير المراقب، ساعد في تحديد المناطق ذات الإمكانات المعدنية بدقة، بما يفتح المجال أمام مزيد من الاستثمارات الجيولوجية والتنقيب المعدني في المنطقة.
ويرى معدو الدراسة أن هذه النتائج لا تعزز فقط فهم البنية الجيولوجية للمنطقة، بل تضع أيضاً خريطة طريق للمستثمرين المحتملين للاستفادة من الثروات المعدنية غير المستغلة في الأطلس الكبير الشرقي.