توفيت الفنانة المغربية المعتزلة نعيمة سميح، إحدى أبرز الأصوات النسائية في تاريخ الأغنية المغربية، في الساعات الأولى من صباح السبت عن عمر ناهز 72 عامًا، بعد معاناة طويلة مع المرض.
ونُقلت الراحلة إلى أحد المصحات الخاصة في العاصمة الرباط أواخر العام الماضي، إثر تدهور حالتها الصحية جراء صراعها الطويل مع مرض السرطان.
ولدت نعيمة سميح عام 1954 في الدار البيضاء، ونشأت في بيئة شعبية ساهمت في تشكيل ملامح شخصيتها الفنية. بدأت مسيرتها الغنائية في سن مبكرة، حيث ظهرت لأول مرة على شاشة التلفزيون في برنامج “مواهب” خلال السبعينيات، وهو البرنامج الذي قدم العديد من الأصوات الغنائية المغربية.
رغم المعارضة العائلية، شقت طريقها بثبات في عالم الفن، وسرعان ما أثبتت حضورها بين عمالقة الغناء المغربي مثل عبد الهادي بلخياط وعبد الوهاب الدكالي.
اعتمدت نعيمة سميح على اختيارات لحنية وشعرية حافظت على هوية الأغنية المغربية العصرية، حيث تعاملت مع كبار الملحنين، من بينهم عبد القادر الراشدي وعبد القادر وهبي، والشعراء أحمد الطيب العلج وعلي الحداني.
أسهمت هذه الشراكات في إنتاج مجموعة من الأغاني التي لا تزال تحظى بشعبية واسعة، مثل “ياك أجرحي”، “أمري لله”، “جاري يا جاري”، و*”غاب علي الهلال”*.
وكانت سميح من بين قلة من الفنانين المغاربة الذين فضلوا البقاء في المغرب بدلاً من البحث عن شهرة أوسع في العالم العربي، مما عزز مكانتها في قلوب جمهورها.
في عام 2007، ابتعدت نعيمة سميح عن الأضواء دون إعلان رسمي عن اعتزالها، قبل أن تتردد أنباء عن أدائها مناسك العمرة وارتدائها الحجاب. وكان آخر ظهور إعلامي لها عام 2016، خلال تكريمها في مهرجان “أصوات نسائية” بمدينة تطوان.
تميزت مسيرتها الفنية بالعديد من الإنجازات، أبرزها كونها أصغر فنانة عربية تغني على خشبة مسرح الأوليمبيا في باريس عام 1977، بعد أم كلثوم وفيروز. كما قدمت أعمالًا غنائية ناجحة بالتعاون مع ملحنين من الخليج العربي، مثل أغنية “واقف على بابك”.
برحيلها، تفقد الساحة الفنية المغربية واحدة من أهم الأصوات التي أسهمت في تشكيل وجدان أجيال متعاقبة، تاركة وراءها إرثًا فنيًا خالدًا.