يشهد قطاع الزراعة في المغرب تحولات مهمة في استراتيجيات إدارة الموارد المائية، حيث تتجه شركات مثل مجموعة “أزورا – Azura” إلى استخدام المياه المحلاة بشكل كامل لريّ محاصيلها، رغم التكاليف المرتفعة لهذا النوع من المياه مقارنة بمياه السدود التقليدية. خلال مؤتمر صحفي أقيم في باريس يوم 17 يوليو، استعرضت “أزورا”، المختصة في إنتاج الطماطم الكرزية، سياساتها الطموحة في مجال إدارة المياه، والتي أثمرت عن حصولها مؤخراً على شهادة AWS (Alliance for Water Stewardship) التي تعترف بالإدارة المستدامة للموارد المائية.
لطالما كانت سياسة المغرب تعتمد على بناء السدود لتوفير المياه، لكن مع النمو السكاني والتطور الصناعي المتزايد، أصبحت الحاجة إلى مصادر مائية مستدامة أكثر إلحاحاً. لهذا السبب، تحولت البلاد إلى تحلية مياه البحر، حيث تم إنشاء أول محطة تحلية في إفريقيا بمدينة أكادير قبل عامين. هذه المحطة توفر حالياً 275 ألف متر مكعب من المياه يومياً، مع خطط لزيادة الإنتاج إلى 400 ألف متر مكعب بعد توسيع المحطة.
في مدينة أكادير، تعتمد مجموعة “أزورا” بشكل كامل على المياه المحلاة لري مساحة زراعية تقدر بـ800 هكتار، بينما تستفيد مزارعها في الداخلة، التي تمتد على 400 هكتار، من مياه الطبقات الجوفية مع اتباع سياسات ريّ مستدامة. ومع اقتراب اكتمال محطة تحلية المياه في الداخلة، المقرر تشغيلها في عام 2025، تسعى المجموعة إلى التحول بالكامل إلى استخدام المياه المحلاة.
أشارت عبير لمسفر، المديرة العامة المساعدة لمجموعة “أزورا”، إلى أن تكلفة تحلية المياه تصل إلى 0.5 يورو للمتر المكعب مقارنة بـ0.10 إلى 0.20 يورو للمتر المكعب لمياه السدود، مما يجعلها تحديًا كبيرًا للشركة. ومع ذلك، تعتمد “أزورا” تقنيات ريّ متقدمة مثل الري بالتنقيط والإدارة الدقيقة للموارد المائية لتحقيق أقصى كفاءة ممكنة.