دعا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي مواطنيه إلى التوقف عن استهلاك المنتجات الأجنبية والاعتماد على بدائل محلية، في ظل تفاقم التوتر التجاري بين نيودلهي وواشنطن.
وجاءت تصريحات مودي الأحد عقب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية تصل إلى 50 في المئة على سلع هندية مستوردة، ما أثار ردود فعل غاضبة في الشارع الهندي تمثلت في حملات لمقاطعة علامات أميركية واسعة الانتشار مثل ماكدونالدز وبيبسي وآبل.
شدد مودي في خطاب متلفز على أن “الكثير من المنتجات التي نستخدمها يوميا مصنوعة في الخارج ونحن لا نعلم.. علينا التخلص منها”، داعيا التجار إلى التركيز على تسويق السلع المحلية باعتبارها رافعة للنمو الاقتصادي الوطني.
الهند، التي تضم 1.4 مليار نسمة، تمثل سوقا ضخمة للسلع الأميركية الاستهلاكية التي تنتشر بشكل واسع عبر منصات مثل أمازون، ووصلت إلى عمق المدن الصغيرة خلال العقد الأخير.
بالتوازي، يستعد وزير التجارة الهندي بيوش غويل لزيارة واشنطن لبحث اتفاق تجاري متعثر منذ سنوات، بعدما شهدت المفاوضات تقدما نسبيا في الأيام الماضية. وقالت نيودلهي إن المحادثات مع وفد أميركي الأسبوع الماضي كانت “إيجابية” رغم استمرار الخلافات بشأن النفط الروسي وتأشيرات العمل والقطاع الزراعي.
وكانت إدارة ترامب قد ضاعفت في أغسطس/آب الرسوم الجمركية على الواردات الهندية في إطار ضغوطها على نيودلهي لوقف شراء النفط الروسي، إلى جانب فرض رسوم إضافية على تأشيرات العمالة الماهرة في قطاع التكنولوجيا.
ويثير التصعيد التجاري بين أكبر ديمقراطيتين في العالم مخاوف بشأن مستقبل الاستثمارات الأميركية في السوق الهندية، في وقت تزايدت فيه الدعوات السياسية والشعبية لتعزيز شعار “صُنع في الهند”.
