في أعقاب الفيضانات العارمة التي ضربت منطقة ورزازات مؤخراً، قام وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، بزيارة ميدانية يوم الثلاثاء للاطلاع على حجم الأضرار التي لحقت بالأنشطة والبنى التحتية الزراعية. وخلال هذه الزيارة، تم الإعلان عن إطلاق برنامج طوارئ عاجل يهدف إلى التخفيف من آثار الفيضانات على القطاع الفلاحي.
رافق الوزير في زيارته كل من عامل إقليم ورزازات عبد الله جاهد، ورئيس جهة درعة-تافيلالت، الحرو أبرُو، إلى جانب مجموعة من المنتخبين والمسؤولين المحليين. وقام الوفد بزيارة موقع “أوم رمان” التابع لجماعة غسات، حيث اطلعوا على الأضرار التي مست بالأساس البنيات الهيدروليكية مثل “السواقي” والجدران الوقائية، بالإضافة إلى تضرر بساتين الفاكهة كالزيتون والتين والنخيل، والمحاصيل الزراعية السنوية.
في هذا السياق، أوضح الوزير أنه تم تخصيص ميزانية أولية تُقدر بـ40 مليون درهم لتنفيذ الأعمال العاجلة لإصلاح الأضرار في المنطقة. وستشمل هذه الأعمال إعادة تأهيل البنيات التحتية الهيدروليكية، وإعادة إطلاق الأنشطة الزراعية، وفك العزلة عن الساكنة المتضررة.
كما أشار الوزير إلى أن هذا البرنامج سيتم تنفيذه بالتنسيق مع السلطات المحلية والمنتخبين والغرف المهنية، بالإضافة إلى تخصيص موارد هامة لدعم التنمية الفلاحية في إطار استراتيجية “الجيل الأخضر”، مع التركيز على تعزيز سلاسل الإنتاج الفلاحي وتقوية البنيات التحتية في المناطق المتضررة.
ورغم الأضرار التي لحقت بالمحاصيل والبنيات الفلاحية، أكد الوزير أن الفيضانات كان لها أثر إيجابي كبير على الموارد المائية، حيث ساهمت في تحسين مستوى المياه الجوفية وزيادة احتياطيات السدود في المنطقة. كما ستساهم هذه الأمطار في إنعاش الواحات ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية وخلق فرص عمل جديدة.
الوزارة أعلنت عن استمرار تعبئة مصالحها لتقييم الأضرار وتنفيذ برنامج الإصلاح الطارئ بما يتماشى مع متطلبات المرحلة المقبلة، بهدف ضمان استعادة القطاع الفلاحي لعافيته في أقرب وقت.