وطن 24
شكّل موضوع الإرهاب والتطرف العنيف في منطقة الساحل جنوب الصحراء محورًا رئيسيًا في مباحثات أمنية رفيعة جمعت مسؤولين من المغرب والإمارات في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
وجاءت هذه المباحثات في إطار زيارة عمل رسمية يقوم بها المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة منذ الثلاثاء 23 شتنبر الجاري، على رأس وفد أمني مغربي رفيع.
وتزامنت هذه الزيارة مع تصاعد المخاطر الأمنية في منطقة الساحل، حيث تشهد دول مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو تمددًا مقلقًا للتنظيمات المسلحة، في مقدمتها “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” المرتبطة بالقاعدة، و”داعش في الصحراء الكبرى”. وتستغل هذه الجماعات هشاشة المنظومات الدفاعية في المنطقة، وتراجع الدعم الدولي بعد الانسحاب التدريجي لقوات أجنبية كانت تمثل عنصر توازن ميداني.
وبحسب بلاغ رسمي للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، فقد عقد عبد اللطيف حموشي جلسة عمل مطولة مع مدير جهاز أمن الدولة الإماراتي، طلال راشد الزعابي، بحضور وفدين رفيعي المستوى من المؤسستين الأمنيتين. وتم خلال اللقاء تدارس التحديات الإقليمية والدولية ذات الطابع الأمني، وفي مقدمتها التهديدات الإرهابية المتنامية في الفضاء الساحلي الإفريقي.
كما شكلت قضايا الجريمة المنظمة العابرة للحدود، والتطرف العنيف، ومخاطر الاتجار غير المشروع في الأسلحة والبشر، جزءًا من محاور الاجتماع، إلى جانب التهديدات الجديدة المرتبطة بالأمن السيبراني وتكنولوجيا الاتصالات، خاصة في ظل تسارع اعتماد الجماعات المتطرفة على الأدوات الرقمية لتجنيد الأتباع وتنسيق العمليات.
وأشار المصدر ذاته إلى أن المحادثات ركزت أيضًا على سبل تفعيل قنوات التنسيق الأمني، وتبادل المعلومات الاستخباراتية في الزمن الحقيقي، وتعزيز التعاون العملياتي المشترك، عبر آليات أثبتت نجاعتها في سياقات أمنية مماثلة.
وتتقاطع المصالح الأمنية بين المغرب والإمارات في عدد من الملفات الإقليمية، حيث يراهن البلدان على بناء منظومة دفاع وقائية تعتمد على الاستباق وتبادل الخبرة، بالنظر إلى ما يطرحه الوضع في الساحل من تداعيات على الأمن في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وكذا على المصالح الاقتصادية والاستراتيجية المشتركة.
كما يأتي هذا التنسيق الأمني في سياق دولي يشهد تحولات متسارعة في خرائط التهديد، وتغير في طبيعة الفاعلين داخل التنظيمات المتطرفة، مع تزايد الاعتماد على الخلايا المتفرعة والعمليات غير المركزية، وهو ما يرفع من تعقيد التتبع والمواجهة.
وحرص الجانبان، في ختام اللقاء، على تأكيد الإرادة المشتركة في تقوية الشراكة الأمنية، وتوسيع نطاقها لتشمل مختلف التخصصات المرتبطة بالأمن الوطني والإقليمي، بما يعزز من قدرة البلدين على التصدي للتهديدات الراهنة والمحتملة.

