شنت القوات المسلحة الهندية، الثلاثاء، عملية عسكرية واسعة النطاق استهدفت مواقع داخل باكستان ومنطقة كشمير الخاضعة لإدارتها، في أعقاب هجوم دامٍ أوقع 26 قتيلاً في صفوف المدنيين الهنود، بينهم عدد كبير من الحجاج الهندوس، في مدينة باهالجام السياحية.
وأعلنت نيودلهي أن العملية، التي أطلق عليها اسم “سيندور”، استهدفت ما وصفتها بـ”معاقل الجماعات الإرهابية المدعومة من باكستان”، لا سيما “جبهة المقاومة”، التي تبنت الهجوم الانتحاري قبل يومين، وتُعتبر فرعا من تنظيم “لشكر طيبة” المصنّف إرهابيا من قبل الأمم المتحدة.
وقال متحدث باسم الجيش الهندي إن “الهجوم الصاروخي الواسع على عدة أهداف محددة تم تنفيذه بدقة، وتم تحييد عناصر إرهابية مسؤولة عن التخطيط لهجمات ضد مدنيينا”.
وأضاف أن العملية استندت إلى معلومات استخباراتية دقيقة، دون الكشف عن تفاصيل الخسائر.
وفي المقابل، أعلنت السلطات الباكستانية أن الدفاعات الجوية الباكستانية أسقطت طائرتين هنديتين من طراز “رافال” أثناء محاولتهما عبور المجال الجوي الباكستاني، مؤكدة أن الطيارَين قُتلا في العملية.
كما أفادت وزارة الداخلية الباكستانية أن الضربات الهندية أسفرت عن مقتل ثلاثة مدنيين، بينهم طفل في الرابعة من عمره، إضافة إلى إصابة 12 آخرين وتدمير مسجدين في منطقة كوتلي بكشمير الباكستانية.
ووصفت إسلام آباد العملية بأنها “عدوان سافر” و”انتهاك خطير للسيادة الباكستانية”، متوعدة بـ”ردّ صارم في الوقت والمكان الذي تختاره”.
وأدّى التصعيد إلى توتر كبير في جنوب آسيا، وسط مخاوف دولية من انزلاق البلدين النوويين نحو مواجهة مباشرة.
ودعت الأمم المتحدة كلا الطرفين إلى التهدئة وضبط النفس، فيما ناشدت الولايات المتحدة الهند وباكستان “تجنب أي خطوات أحادية قد تؤدي إلى تدهور إضافي في الوضع”.
وقال دبلوماسي في مجلس الأمن، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن “أعضاء المجلس قلقون من أن تكون هذه الهجمات بداية لدوامة عنف جديدة في كشمير، وهو ما قد تكون له تبعات خطيرة على الأمن الإقليمي والدولي”.
وتأتي هذه التطورات بعد أشهر من التوترات المتزايدة في كشمير، حيث اتهمت الهند مرارا باكستان بتوفير ملاذ آمن للمجموعات المسلحة التي تنفذ عمليات في الأراضي الهندية، بينما تنفي إسلام آباد هذه الاتهامات وتؤكد دعمها لما تصفه بـ”النضال المشروع من أجل تقرير المصير”.
وكانت باكستان قد استدعت سفير الهند للاحتجاج، فيما دعا البرلمان الباكستاني إلى اجتماع طارئ لبحث الرد المناسب.
ومن جانبها، وضعت الهند قواتها على أهبة الاستعداد، كما أوقفت الرحلات الجوية في عدد من المناطق الحدودية.
ويخشى مراقبون أن يؤدي هذا التصعيد إلى تقويض الجهود الدبلوماسية الجارية منذ أشهر لإعادة إطلاق الحوار بين البلدين، في وقت تبدو فيه الخطوط الساخنة بين نيودلهي وإسلام آباد أكثر هشاشة من أي وقت مضى.