أبرز وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، من العاصمة الفرنسية باريس، مظاهر التفوق المغربي في محيطه الإقليمي والدولي، مؤكداً أن المملكة، بقيادة الملك محمد السادس، باتت نموذجاً للتقدم والاستقرار والانفتاح الثقافي، في سياق إقليمي ودولي متحول.
وجاءت تصريحات الوزير في إطار فعاليات مهرجان باريس للكتاب، الذي يحل فيه المغرب ضيف شرف لهذه الدورة، وسط مشاركة واسعة من الكتاب والناشرين والمثقفين المغاربة، وبحضور رسمي فرنسي رفيع، أبرزهم وزيرة الثقافة رشيدة داتي.
وخلال ندوة احتضنتها المدرسة العليا للتجارة بباريس، شدد بنسعيد على أن “المغرب، المتسلح بتاريخه وقيمه الأصيلة، يخطو بثبات على درب الحداثة”، مضيفاً أن الأوراش الكبرى التي تعرفها المملكة، خصوصاً تلك المرتبطة بتنظيم كأس إفريقيا للأمم 2026 وكأس العالم 2030، تكرس موقع المغرب كوجهة موثوقة وقادرة على احتضان التظاهرات الكبرى، في تلميح غير مباشر لتفوقه على محيطه الإقليمي.
وأوضح أن الصناعات الثقافية والإبداعية، التي تشمل السينما والمسرح وألعاب الفيديو، تشكل اليوم رافعة اقتصادية واستراتيجية، مشيراً إلى أن المغرب يعمل على تصدير إبداعه الثقافي نحو الخارج، بدل الاكتفاء باستهلاكه، وهو ما يعزز إشعاعه على الساحة الدولية.
وفي مقابلة مع قناة “تي في 5 موند”، على هامش نفس التظاهرة، أكد الوزير أن قوة المغرب تكمن في انفتاحه وتعدده الثقافي واللغوي، موضحاً أن المملكة تُعد ملتقىً بين أوروبا وإفريقيا، بفضل إرثها الأندلسي، وتقاليدها الغنية، وقدرتها على التعايش بين العربية، الأمازيغية، الحسانية، الفرنسية، الإسبانية والإنجليزية، في وقت تعيش فيه مناطق أخرى توترات هوياتية متزايدة.
وأضاف أن المغرب يراهن على الثقافة كأداة لبناء السلام وتكريس التقارب، مع اعتماد اللامركزية كخيار لتثمين الخصوصيات الجهوية، في سياسة ثقافية وطنية منفتحة وشاملة.
كما شدد بنسعيد على أن المغرب يتوفر على ترسانة قانونية متقدمة لحماية تراثه من محاولات السطو، مثمناً تعبئة مغاربة العالم في هذا الصدد، وخاصة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، في دفاع رمزي عن الهوية المغربية.
وفي ختام مداخلاته، دعا الوزير الشباب المغربي المقيم بالخارج إلى الانخراط في العمل السياسي وتحمل المسؤوليات، قائلاً إن “المغرب اليوم يفتح الأبواب أمام أبنائه، ويوفر لهم فضاءات للتعبير والمشاركة”، في دعوة صريحة للاستثمار في مستقبل وطنهم.
وتُعد مشاركة المغرب كضيف شرف لمعرض باريس للكتاب تتويجاً لسنة من الدينامية الثقافية الثنائية بين الرباط وباريس، كما تندرج في إطار خارطة الطريق الثقافية التي وقّعتها المملكة مع فرنسا، وتعكس مكانة المغرب كقوة ثقافية صاعدة في الفضاء المتوسطي.