كشفت تقارير حقوقية أن ذبح الحمير لأغراض تجارية يشكل تهديدا متزايدا لحياة ملايين الأسر في إفريقيا، وسط تنامي الطلب الصيني على جلود الحمير المستخدمة في إنتاج دواء تقليدي يعرف باسم “إيجياو”.
وتعتمد مجتمعات ريفية واسعة في القارة الإفريقية على الحمير في أعمال النقل والسقي والزراعة، مما يجعل اختفاءها ضربة قاسية للفئات الفقيرة، وخاصة النساء والأطفال.
وذكرت مؤسسة “ملاذ الحمار” أن نحو 6 ملايين حمار تُذبح سنويا من أجل الحصول على جلودها، في ظل تقلص أعداد الحمير في الصين وتوجه السوق نحو دول الجنوب العالمي، وعلى رأسها إفريقيا.
وتقول المؤسسة إن هذه التجارة غالبا ما تكون غير منظمة وتشوبها ممارسات عنيفة تبدأ بخطف الحمير وتهريبها، ثم ذبحها في ظروف غير إنسانية لتلبية الطلب في السوق الآسيوية.
في كينيا، أشارت دراسات إلى أن سرقة حمار واحد من إحدى القرى يمكن أن يؤدي إلى انخفاض دخل الأسرة بنسبة تصل إلى 73 بالمئة، فضلا عن اضطرار الأطفال إلى ترك الدراسة للقيام بمهام النقل، فيما تتعرض أكثر من 90 بالمئة من النساء لسرقة الحمير التي يعتمدن عليها في تدبير شؤون الحياة اليومية.
تقرير بعنوان “حمير مسروقة.. مستقبل مسروق” أشار إلى أن هذه التجارة تجهض التقدم نحو تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، خاصة في ما يتعلق بالمساواة بين الجنسين والحد من الفقر.
وفي البرازيل، انخفض عدد الحمير بنسبة 94 بالمئة خلال العقود الثلاثة الماضية، مما يؤكد أن التهديد لا يقتصر على إفريقيا فقط.
وخلال المؤتمر الإفريقي الأول للحمير الذي عقد مؤخرا في كوت ديفوار، دعت منظمات وحكومات إلى تنسيق الجهود لوقف هذه التجارة، ووضع تدابير تحمي الحمير والمجتمعات التي تعتمد عليها بشكل أساسي.
وأكدت منظمة إنقاذ الحمير أن حظر التجارة وحده لا يكفي، مشيرة إلى ضرورة تبني سياسات تحترم هذه الكائنات الذكية وتضمن حمايتها وكرامتها في مواجهة استنزاف اقتصادي يهدد التوازن البيئي والاجتماعي في القارة الإفريقية.